بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
أحبة الولاء
خرج مولانا الشهيد الحسين ع من مدينة جده في ال 28 من رجب الأصب سنة 60. بعد هلاك معاوية ومبايعة يزيد .. فقد كتب اللعين يزيد الى والي معاوية على المدينة آنذاك (الوليد بن عتبة) ان يأخذ البيعة من وجهاء المدينة ومن بينهم مولانا الامام الحسين ع.. فقرر الحسين ع الرحيل قاصداً مكة المكرمة بالركب الفاطمي المهيب..
وفي مكة توالت كتب أهل العراق لمبايعة الامام الحسين ع وكان آخرها ما وصل من شبث بن ربعي، وحجار بن أبجر، ويزيد بن الحارث ، ويزيد بن رويم، وعروة بن قيس، وعمرو بن الحجاج ، ومحمد بن عمير بن عطارد.
فعندها قام الحسين عليه السلام ، فصلى ركعتين بين الركن والمقام ، وسأل الله الخيرة في ذلك.
( ثم دعا بمسلم بن عقيل وأطلعه على الحال ، وكتب معه جواب كتبهم يعدهم بالوصول إليهم ويقول لهم ما معناه : « قد نفذت إليكم ابن عمي مسلم ابن عقيل ليعرفني ما أنتم عليه من الرأي».
وتَسلَّم مسلم الرسالة ، وغادر مكة ليلة النصف من رمضان ، فَصلَّى في مسجد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، وَطَاف بِضريحِه ، وَودَّع أهله وأصحابه ، وكان ذلك هو الوداع الأخير لهم ، واتَّجهَ صَوبَ العِراق ، واستأجر دَليلين من قَيس يَدُلاَّنَه عَلى الطريق .
وسار مسلم يطوي البيداء ، حتى دخل الكوفة فاختار النزول في بيت المختار الثقفي ، لوثوقه منه بإخلاصه للإمام الحسين ( عليه السلام ) وتفانيه في حبه .
بقي الامام عليه السلام في مكة وقد أبطأ عليه خبر مسلم عليه السلام.. فقررت الامام عليه السلام الخروج من مكة الى العراق وكان ذلك يوم الثلاثاء لثلاث مضين من ذي الحجة ، وقيل : لثمان مضين من ذي الحجة سنة ستين من الهجرة ، قبل أن يعلم بقتل مسلم ، لأنه عليه السلام خرج من مكة في اليوم الذي قتل فيه مسلم رضوان الله عليه.
عن الأعمش قال : قال لي أبو محمد الواقدي وزرارة ابن خلج : لقينا الحسين بن علي عليهما السلام قبل أن يخرج الى العراق بثلاثة ، فأخبرناه بضعف الناس بالكوفة ، وأن قلوبهم معه وسيوفهم عليه.
فأومأ بيده نحو السماء ، ففتحت أبواب السماء ، فنزلت الملائكة عدداً لا يحصيهم الا عز وجل.
فقال عليه السلام : « لولا تقارب الأشياء وحضور الأجل لقاتلتهم بهؤلاء ، ولكني أعلم يقيناً أن هناك مصرعي وهناك مصارع أصحابي ، لا ينحو منهم إلا ولدي علي ».
وروي أنه عليه السلام لما عزم على الخروج إلى العراق قام خطيباً ، فقال : « الحمد لله ما شاء الله ولا قوة إلا بالله وصلى الله على رسوله وسلم ، خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة ، وما أولهني إلى اشتياق أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف ، وخير لي مصرعٌ أنا لاقيه ، كأني بأوصالي تقطعها ذئاب الفلوات بين النواويس وكربلاء ، فيملأن مني أكراشاً جوفا وأجربةً سغبا ، لا محيص عن يوم خط بالقلم ، رضى الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ويوفينا اجور الصابرين ، لن تشذ عن رسول الله صلى الله عليه وآله لحمته ، بل هي مجموعة له في حضيرة القدس ، تقر بهم عينه وينجز بهم وعده ، من كان باذلاً فينا مهجته وموطناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا ، فإني راحل مصبحاً إن شاء الله ».
فنستعدوا لاستقبال عاشوراء .. شهر الأحزان فقد لاحت في الأفق علامات البكاء!
وأختم بالقصيدة أحرم الحجاج الخالدة للشيخ حسن الدمستاني رحمة الله على روحه
أحرم الحجاج عن لذاتهم بعض الشهور ***** وأنا المحرم عن لذاته كل الدهور
كيف لا احرم دأباً ناحراً هدي السرور***** وأنا في مشعر الحزن على رزء الحسين
حق للشارب من زمزم حب المصطفى ***** أن يرى حق بنيه حرماً معتكفا
ويواسيهم والا حاد عن باب الصفا ***** وهو من اكبر حوبٍ عند رب الحرمين
فمن الواجب عيناً لبس سربال الأسى ***** واتخاذ النوح ورداً كل صبح ومسا
واشتعال القلب أحزانا تذيب الأنفسا ***** وقليل تتلف الأرواح في رزء الحسين
لست انساه طريداً عن جوار المصطفى ***** لائذاً بالقبة النوراء يشكوا اسفا
قائلاً ياجد رسم الصبر من قلبي عفى ***** ببلاء انقض الظهر وأوهى المنكبين
صبت الدنيا علينا حاصباً من شرها ***** لم نذق فيها هنيئاً بلغةً من بُرها
ها أنا مطرود رجس هائم في بَرها ***** تاركاً بالرغم مني دار سكنى الوالدين
ضمني عندك يا جداه في هذا الضريح ***** علني ياجد من بلوى زماني استريح
ضاق بي ياجد من فرط الاسى كل فسيح ***** فعسى طود الاسى يندك بين الدكتين
جد صفو العيش من بعدك بالاكدار شيب ***** وأشاب الهم رأسي قبل اُبان المشيب
فعلا من داخل القبر بكاء ونحيب ***** ونداء بافتجاع يا حبيبي ياحسين
انت ياريحانة القلب حقيق بالبلاء ***** انما الدنيا اعدت لبلاء النبلاء
لكن الماضي قليل في الذي قد أقبلا ***** فاتخذ ذرعين من صبر وحسم سابغين
ستذوق الموت ظلماً ظامياً في كربلا ***** وستبقى في ثراها عافراً منجدلا
وكأني بلئيم الاصل شمراً قد علا ***** صدرك الطاهر بالسيف يحز الودجين
وكأني بالأيامى من بناتي تستغيث ***** سغباً تستعطف القوم وقد عزّ المغيث
قد برى اجسامهن الضرب والسير الحثيث ***** بينها السجاد في الاصفاد مغلول اليدين
فبكى قرة عين المصطفى والمرتضى ***** رحمةً للآل لا سخطاً لمحتوم القضا
بل هو القطب الذي لم يخطو عن سمت الرضا ***** مقتدى الأمة والي شرقها والمغربين
حين نبأ آله الغر بما قال النبي ***** اظلم الافق عليهم بقتام الكرب
فكأن لم يستبينوا مشرقاً من مغرب ***** غشيتهم ظلمات الحزن من اجل الحسين
وسرى بالأهل والصحب بملحوب الطريق ***** يقطع البيدا مجداً قاصد البيت العتيق
فأتته كتب الكوفة بالعهد الوثيق ***** نحن انصارك فاقدم سترى قرة عين
عظم الله أجورناااااااااا
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
أحبة الولاء
خرج مولانا الشهيد الحسين ع من مدينة جده في ال 28 من رجب الأصب سنة 60. بعد هلاك معاوية ومبايعة يزيد .. فقد كتب اللعين يزيد الى والي معاوية على المدينة آنذاك (الوليد بن عتبة) ان يأخذ البيعة من وجهاء المدينة ومن بينهم مولانا الامام الحسين ع.. فقرر الحسين ع الرحيل قاصداً مكة المكرمة بالركب الفاطمي المهيب..
وفي مكة توالت كتب أهل العراق لمبايعة الامام الحسين ع وكان آخرها ما وصل من شبث بن ربعي، وحجار بن أبجر، ويزيد بن الحارث ، ويزيد بن رويم، وعروة بن قيس، وعمرو بن الحجاج ، ومحمد بن عمير بن عطارد.
فعندها قام الحسين عليه السلام ، فصلى ركعتين بين الركن والمقام ، وسأل الله الخيرة في ذلك.
( ثم دعا بمسلم بن عقيل وأطلعه على الحال ، وكتب معه جواب كتبهم يعدهم بالوصول إليهم ويقول لهم ما معناه : « قد نفذت إليكم ابن عمي مسلم ابن عقيل ليعرفني ما أنتم عليه من الرأي».
وتَسلَّم مسلم الرسالة ، وغادر مكة ليلة النصف من رمضان ، فَصلَّى في مسجد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، وَطَاف بِضريحِه ، وَودَّع أهله وأصحابه ، وكان ذلك هو الوداع الأخير لهم ، واتَّجهَ صَوبَ العِراق ، واستأجر دَليلين من قَيس يَدُلاَّنَه عَلى الطريق .
وسار مسلم يطوي البيداء ، حتى دخل الكوفة فاختار النزول في بيت المختار الثقفي ، لوثوقه منه بإخلاصه للإمام الحسين ( عليه السلام ) وتفانيه في حبه .
بقي الامام عليه السلام في مكة وقد أبطأ عليه خبر مسلم عليه السلام.. فقررت الامام عليه السلام الخروج من مكة الى العراق وكان ذلك يوم الثلاثاء لثلاث مضين من ذي الحجة ، وقيل : لثمان مضين من ذي الحجة سنة ستين من الهجرة ، قبل أن يعلم بقتل مسلم ، لأنه عليه السلام خرج من مكة في اليوم الذي قتل فيه مسلم رضوان الله عليه.
عن الأعمش قال : قال لي أبو محمد الواقدي وزرارة ابن خلج : لقينا الحسين بن علي عليهما السلام قبل أن يخرج الى العراق بثلاثة ، فأخبرناه بضعف الناس بالكوفة ، وأن قلوبهم معه وسيوفهم عليه.
فأومأ بيده نحو السماء ، ففتحت أبواب السماء ، فنزلت الملائكة عدداً لا يحصيهم الا عز وجل.
فقال عليه السلام : « لولا تقارب الأشياء وحضور الأجل لقاتلتهم بهؤلاء ، ولكني أعلم يقيناً أن هناك مصرعي وهناك مصارع أصحابي ، لا ينحو منهم إلا ولدي علي ».
وروي أنه عليه السلام لما عزم على الخروج إلى العراق قام خطيباً ، فقال : « الحمد لله ما شاء الله ولا قوة إلا بالله وصلى الله على رسوله وسلم ، خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة ، وما أولهني إلى اشتياق أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف ، وخير لي مصرعٌ أنا لاقيه ، كأني بأوصالي تقطعها ذئاب الفلوات بين النواويس وكربلاء ، فيملأن مني أكراشاً جوفا وأجربةً سغبا ، لا محيص عن يوم خط بالقلم ، رضى الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ويوفينا اجور الصابرين ، لن تشذ عن رسول الله صلى الله عليه وآله لحمته ، بل هي مجموعة له في حضيرة القدس ، تقر بهم عينه وينجز بهم وعده ، من كان باذلاً فينا مهجته وموطناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا ، فإني راحل مصبحاً إن شاء الله ».
فنستعدوا لاستقبال عاشوراء .. شهر الأحزان فقد لاحت في الأفق علامات البكاء!
وأختم بالقصيدة أحرم الحجاج الخالدة للشيخ حسن الدمستاني رحمة الله على روحه
أحرم الحجاج عن لذاتهم بعض الشهور ***** وأنا المحرم عن لذاته كل الدهور
كيف لا احرم دأباً ناحراً هدي السرور***** وأنا في مشعر الحزن على رزء الحسين
حق للشارب من زمزم حب المصطفى ***** أن يرى حق بنيه حرماً معتكفا
ويواسيهم والا حاد عن باب الصفا ***** وهو من اكبر حوبٍ عند رب الحرمين
فمن الواجب عيناً لبس سربال الأسى ***** واتخاذ النوح ورداً كل صبح ومسا
واشتعال القلب أحزانا تذيب الأنفسا ***** وقليل تتلف الأرواح في رزء الحسين
لست انساه طريداً عن جوار المصطفى ***** لائذاً بالقبة النوراء يشكوا اسفا
قائلاً ياجد رسم الصبر من قلبي عفى ***** ببلاء انقض الظهر وأوهى المنكبين
صبت الدنيا علينا حاصباً من شرها ***** لم نذق فيها هنيئاً بلغةً من بُرها
ها أنا مطرود رجس هائم في بَرها ***** تاركاً بالرغم مني دار سكنى الوالدين
ضمني عندك يا جداه في هذا الضريح ***** علني ياجد من بلوى زماني استريح
ضاق بي ياجد من فرط الاسى كل فسيح ***** فعسى طود الاسى يندك بين الدكتين
جد صفو العيش من بعدك بالاكدار شيب ***** وأشاب الهم رأسي قبل اُبان المشيب
فعلا من داخل القبر بكاء ونحيب ***** ونداء بافتجاع يا حبيبي ياحسين
انت ياريحانة القلب حقيق بالبلاء ***** انما الدنيا اعدت لبلاء النبلاء
لكن الماضي قليل في الذي قد أقبلا ***** فاتخذ ذرعين من صبر وحسم سابغين
ستذوق الموت ظلماً ظامياً في كربلا ***** وستبقى في ثراها عافراً منجدلا
وكأني بلئيم الاصل شمراً قد علا ***** صدرك الطاهر بالسيف يحز الودجين
وكأني بالأيامى من بناتي تستغيث ***** سغباً تستعطف القوم وقد عزّ المغيث
قد برى اجسامهن الضرب والسير الحثيث ***** بينها السجاد في الاصفاد مغلول اليدين
فبكى قرة عين المصطفى والمرتضى ***** رحمةً للآل لا سخطاً لمحتوم القضا
بل هو القطب الذي لم يخطو عن سمت الرضا ***** مقتدى الأمة والي شرقها والمغربين
حين نبأ آله الغر بما قال النبي ***** اظلم الافق عليهم بقتام الكرب
فكأن لم يستبينوا مشرقاً من مغرب ***** غشيتهم ظلمات الحزن من اجل الحسين
وسرى بالأهل والصحب بملحوب الطريق ***** يقطع البيدا مجداً قاصد البيت العتيق
فأتته كتب الكوفة بالعهد الوثيق ***** نحن انصارك فاقدم سترى قرة عين
عظم الله أجورناااااااااا